أكدت صحيفة "جارديان" البريطانية أن ليبيا تشهد مزيدا من التوتر، بينما يستعد الليبيون للاحتفال بالذكرى السنوية لانطلاق العهر
فى السابع عشر من فبراير. وقالت الصحيفة إن العاصمة الليبية طرابلس شهدت هذا الأسبوع حالة من التوتر والاحتقان،
على ضوء مزاعم بأن "الساعدى القذافى" ابن الزعيم الليبى معمر القذافى الموجود فى النيجر حاليا يعد من الخارج لثورة يقوم به الموالين له على نظام الحكم الحالى فى البلاد.
وقالت الصحيفة إنه تم نقل تصريحات عن "الساعدى" فى منفاه، مفادها أن هناك انتفاضة من الموالين للعقيد القذافى ستحدث قريبا فى كافة أنحاء البلاد. وأضافت الصحيفة أن تصريحات "الساعدى" أدت إلى مزيد من الاحتقان والتوتر فى ليبيا، خصوصا أن المجلس الانتقالى الخائن لم يتمكن حتى الآن من بسط نفوذه على الميليشيات المتناحرة فى ليبيا. فقد انتشرت نقاط التفتيش فى كل مكان فى أنحاء طرابلس خوفا من قيام الموالين للقذافى بعمليات تفجيرية، خلال تجمعات المواطنين فى الاحتفال بالذكرى السنوية للثورة . ونقلت الصحيفة عن " ناصر المدنى " قائد إحدى نقاط التفتيش بشارع "عمر المختار" فى العاصمة طرابلس قوله "إن القذافى انتهى ولكن الخطر باق". وقال "المدنى" إن الوحدة التى يرأسها تضم عناصر من المنطقة التى تقف فيها، كى يتعرفون على الغرباء، حيث يتم تفتيش السيارات بدقة، بحثا عن أسلحة ومتفجرات.
وأبدى البعض من سكان طرابلس انزعاجهم من عودة سيارات "البيك – أب" التى تحمل المدافع والاسلحة الثقيلة الى الشوارع مرة اخرى ، حيث يذكرهم ذلك بفترة الحرب قبل موت الزعيم الليبى "معمر القذافى"، ورغم هدوء الأوضاع بين الميليشيات التناحرة فى طرابلس نسبيا هذا الاسبوع ، الا ان المناوشات لا تزال مستمرة خارج المدن الكبرى. فقد أدت معارك استمرت 3 أيام بين ميليشيات قبلية فى واحة "الجفرة" الجنوبية إلى مقتل 17 شخصا. كما أن الجيش الحكومى، لا يحظى بثقة العديد من المليشيات، باعتبار أن معظم قادته الكبار من عهد "القذافى"، إضافة إلى عدم الثقة فى المجلسالانتقالى الخائن.
ويتهم المتظاهرون فى أنحاء البلاد المجلس الوطنى – الذى يعقد اجتماعاته فى أماكن سرية – بعدم الشفافية خصوصا فيما يتعلق بعائدات النفط. وقالت الصحيفة إنه من المتوقع أن يتم الغاء الاحتفالات المقررة بذكرى الثورة فى "بنغازى"، خوفا من أن تتحول الاحتفالات إلى مظاهرات منددة بالمجلس. وأكدت الصحيفة أن هناك دلائل كثيرة على أن البلاد تواجه خطر التفتيت والتفكك ، ففى مدينة مصراتة، التى تعتبر من الناحية العملية ولاية مستقلة، يستعد المواطنون لاجراء انتختابات داخلية خاصة بالمدينة فى العشرين من فبراير ، وبدأت مدن أخرى تحذو حذو "مصراتة" . وأشارت الصحيفة إلى أن الكل يتنظر إجراء الانتخابات العامة المقررة فى يونيو المقبل ، والتى صدر بشأنها قانون مؤخرا يضمن للمرأة نسبة 20% من مقاعد البرلمان البالغة 200 مقعد.