بقلم: فراس ياغي
كل زمان ميثولجيته الخاصه به.. من "جلجامش" في بلاد الرافدين ما قبل الميلاد إلى آلهة الإغريق ودورها في الحياة الاجتماعية والسياسية، وحتى ما سُميَ بأرض المعياد لمن تاهوا في صحراء قاحلة وتشتتوا بفعلِ فاعل من أهله، ثم عادوا من شتات لم يذهبوا إليه مطلقا بإسم أسطورة المعياد نظريا ومن القمع والقتل والمجازر والعنصرية الاوروبية بغربها وشرقها في واقع الامر، فالجندي الفرنسي اليهودي "درايفوس" الذي الذي ظُلمَ وأٌلبس ثوب الخيانة عام 1894 وحوكم على جريمة إرتكبها ضابط فرنسي والتي كانت نقطة التحول لِـ "هرتزل" نحو الصهيونية، إلى ممارسات قيصرية روسيا العنصرية ضد اليهود وإتهامهم بالثورات ضدها، وأخيراً توّجَ المجرم النازي "هتلر" ذلك بمجازره التي لن ينساها التاريخ..هذه الاسباب الفعلية لأن تفعل الميثولوجيا فعلتها وتصبح حقيقة ثابته ومؤكده، فدفعت بمن لم يتشتت ليعود "يعلوا" إلى "أرض-يسرائيل" "فلسطين".. عاد الاوروبيون طوعا لبلاد ليست لهم ولم تكن يوما لهم.. في حين فُرض على من تشتت حقيقة عودة قيصرية بالمؤامرة والحيلة لبلاد أيضا لم تكن لهم بقدر ما كانوا جزءا أصيلا من مجتمع متنوع دينيا وعرقيا ومنذ آلاف السنين.
ليس ما قلته أعلاه سوى تذكير لما قد تفعل فعله الاحداث وتحول الميثولوجيا لحقيقة غير قابلة للمحاصرة او حتى مجرد النقاش، فالوقائع على الارض تفرض نفسها أكثر من الاسطورة، والتعامل مع الواقع يصبح حكمة لا بد من تعاطيها برغم إسطوريتها.. ما يقلق كثيرا فيما يعرف بـ "الربيع العربي" أن يحاول البعض تحويل أسطورة "الجزيرة" وأميرها وقريته الغنيه بالغاز إلى حقيقة.. فالمتابع لما يحدث في منطقتنا ومنذ سنة تقريبا لا يكاد يُغمض عينيه حتى يرى الامير بدشداشته وهو يمارس زعامته للثورات العربية وبمباركة أؤلئك الاسلاميين الذين حماهم ورعاهم في قريته الغنية.. لا نعيب على هؤلاء أنهم يريدون ردّ الجميل، ولكننا لا نستطيع أن نوهم أنفسنا بأن اللاديمقراطي والذي يحتضن قاعدة كبرى في قريته يمكن أن يكون مؤتمنا على شيء، بالامس القريب جدا تعامل وكأنه من فجر الثورة في "تونس" وليس شعبها ورمزها "بو العزيزي"، وقام بتحميل الثورة في "مصر" جميل بثه المباشر عبر بوقه "الجزيرة" لما يحدث في الميدان مما منع عنهم بطش النظام البائد كما يعتقد، يعزي ذلك لنفسه ولوسيلته الاعلامية وليس للشعب المصري العظيم الذي تمترس في ميادين التحرير مع إقرارنا بأنه كان هناك دور للبث "الجزيري" في تلك المرحلة، وفي "ليبيا" قاد التحالف العربي-الغربي للاطاحة بالطاغية هناك، وحوّل "ليبيا" لِ"عراق" جديد كما يحدث الآن في بقعها المتناثرة، فلكل جيشه ولكل حصته ولكل عشيرته ولكل مجموعته العسكرية ولكل منطقته.
كاتب فلسطيني يقيم في رام الله.
كل زمان ميثولجيته الخاصه به.. من "جلجامش" في بلاد الرافدين ما قبل الميلاد إلى آلهة الإغريق ودورها في الحياة الاجتماعية والسياسية، وحتى ما سُميَ بأرض المعياد لمن تاهوا في صحراء قاحلة وتشتتوا بفعلِ فاعل من أهله، ثم عادوا من شتات لم يذهبوا إليه مطلقا بإسم أسطورة المعياد نظريا ومن القمع والقتل والمجازر والعنصرية الاوروبية بغربها وشرقها في واقع الامر، فالجندي الفرنسي اليهودي "درايفوس" الذي الذي ظُلمَ وأٌلبس ثوب الخيانة عام 1894 وحوكم على جريمة إرتكبها ضابط فرنسي والتي كانت نقطة التحول لِـ "هرتزل" نحو الصهيونية، إلى ممارسات قيصرية روسيا العنصرية ضد اليهود وإتهامهم بالثورات ضدها، وأخيراً توّجَ المجرم النازي "هتلر" ذلك بمجازره التي لن ينساها التاريخ..هذه الاسباب الفعلية لأن تفعل الميثولوجيا فعلتها وتصبح حقيقة ثابته ومؤكده، فدفعت بمن لم يتشتت ليعود "يعلوا" إلى "أرض-يسرائيل" "فلسطين".. عاد الاوروبيون طوعا لبلاد ليست لهم ولم تكن يوما لهم.. في حين فُرض على من تشتت حقيقة عودة قيصرية بالمؤامرة والحيلة لبلاد أيضا لم تكن لهم بقدر ما كانوا جزءا أصيلا من مجتمع متنوع دينيا وعرقيا ومنذ آلاف السنين.ليس ما قلته أعلاه سوى تذكير لما قد تفعل فعله الاحداث وتحول الميثولوجيا لحقيقة غير قابلة للمحاصرة او حتى مجرد النقاش، فالوقائع على الارض تفرض نفسها أكثر من الاسطورة، والتعامل مع الواقع يصبح حكمة لا بد من تعاطيها برغم إسطوريتها.. ما يقلق كثيرا فيما يعرف بـ "الربيع العربي" أن يحاول البعض تحويل أسطورة "الجزيرة" وأميرها وقريته الغنيه بالغاز إلى حقيقة.. فالمتابع لما يحدث في منطقتنا ومنذ سنة تقريبا لا يكاد يُغمض عينيه حتى يرى الامير بدشداشته وهو يمارس زعامته للثورات العربية وبمباركة أؤلئك الاسلاميين الذين حماهم ورعاهم في قريته الغنية.. لا نعيب على هؤلاء أنهم يريدون ردّ الجميل، ولكننا لا نستطيع أن نوهم أنفسنا بأن اللاديمقراطي والذي يحتضن قاعدة كبرى في قريته يمكن أن يكون مؤتمنا على شيء، بالامس القريب جدا تعامل وكأنه من فجر الثورة في "تونس" وليس شعبها ورمزها "بو العزيزي"، وقام بتحميل الثورة في "مصر" جميل بثه المباشر عبر بوقه "الجزيرة" لما يحدث في الميدان مما منع عنهم بطش النظام البائد كما يعتقد، يعزي ذلك لنفسه ولوسيلته الاعلامية وليس للشعب المصري العظيم الذي تمترس في ميادين التحرير مع إقرارنا بأنه كان هناك دور للبث "الجزيري" في تلك المرحلة، وفي "ليبيا" قاد التحالف العربي-الغربي للاطاحة بالطاغية هناك، وحوّل "ليبيا" لِ"عراق" جديد كما يحدث الآن في بقعها المتناثرة، فلكل جيشه ولكل حصته ولكل عشيرته ولكل مجموعته العسكرية ولكل منطقته.
اليوم أمير الثورة والثوار المزعوميين "هنا لا نتحدث عن الثوار الحقيقون" واللذين رضوا أن يتزعهم كما مجلسي "ليبيا" و"سوريا" يخرج علينا بإقتراح إرسال قوات عربية لـ "سوريا".. قوات ردع جديدة بقيادة "قطرية" وأموال "قطرية" وطبعا الجنود "مصريين" و"جزائريين" و"أردنيين" و"مغربيين"، فهو لا يملك جيشا بقدر ما يملك مجموعة من المرتزقه تحميه من لا أحد ويغدق عليها الاموال والعتاد الغربي.. إقتراحه ينبع من كونه لا يريد تدخل أجنبي في "سوريا"، عفوا هو غير قادر هذه المرة على إستجلاب قوات "الناتو" لضرب "سوريا" كما فعل في "ليبيا"، فالمواقف "الروسية" و"الصينية" ودول "البريكس" تقف في وجه أي محاولة للتدخل بعد التجربة المريرة في العراق وليبيا.. أستغرب كثيرا من حركة الامير ووزير خارجيته وبوقه الاعلامي، فالمسألة في سوريا ليست بحاجة لكل ذلك لو كان لديهم النية في حل الازمة.. فقط جلوس المعارضات المختلفة مع النظام ومع كافة الفعاليات والاتفاق على أجندة وبرنامج عمل مشترك تشرف عليه الجامعة العربية والدول الاسلامية الاقليمية الكبرى، المهم أن يُقنع "الامير" و"تركيا" مجلسهم و"غليونهم" بالموافقة على ذلك وأن تتوقف الآلة الغربية والخليجية والحريرية عن تزويد الارهابيين بالسلاح، وهنا لا أقصد الجنود السوريين البسطاء اللذين تم التغرير بهم أو رفضوا رؤية الدماء الزكية تنسكب.
اللهم إحفظنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض..هذا ما يخطر لي وأنا أراقب ما يصرح به هذا الامير ووزير خارجيته، وهذا ما يمكن أن نقوله وندعوه لسوريا وشعبها.. فاللهم إحفظ العرب والمسلمين من شرور من يرى بنفسه أسطورة، ويعمل على أن يسجل إسمه أو وسيلته الاعلامية في التاريخ على حساب دماء الشعوب الفقيرة.. فمن يُقتل في سوريا هم الفقراء من الطرفين..الفقير يحارب أخيه الفقير بأموال الاغنياء.. والمستفيد في النهاية ليست سوريا ولا شعب سوريا بل أصحاب الاجندات المدعوميين من مدراء "محطات البنزين" على شواطيء الخليج العربي.. عندما جاء عرب الجزيرة العربية على بلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا وجدوا ما كانوا يحلموا به من ماء وخضرة وثقافة وحضارة وعلم، بل نقلوا مركز الدولة الاموية لدمشق والعباسية لبغداد وبعدها لمصر..إلخ، ولم تعود ولن تعود مركز القيادة للجزيرة العربية التي ستبقى قبلة المسلميين ومركزهم الديني لا السياسي، فاللهم إحفظنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض، وإبعد عنا اللّابسين لعباءات الثورات وأموالهم.. اللهم خذ بيد كل من يريد أن يجمع الامة على الخير والوحدة لجميع العرب والاعراق الاخرى وكُفّ يد أصحاب البترول عن شعبهم قبل شعوبنا. اللهم آمين، ونختم بما قاله شاعر سوريا والعرب "نزار قباني" في قصيدته "الحب والبترول" "متى تفهم؟ متى تفهم؟ بأنك لن تخدرني.. بجاهك أو إمارتك.. ولن تتملك الدنيا.. بنفطك وإمتيازاتك.. متى تفهم؟ بأني لست من تهتم.. وأن كرامتي أكرم.. تمرغ يا أمير النفط.. فوق وحل لذاتك.. كممسحة.. تمرغ في ضلالاتك.. لك البترول.. فاعصره على قدمي خليلاتك".
تابعونا عبر صفحتنا على الفيس بك
__________________________

