كان خليفة الزاوي متصرفاً على فزان، فناداه أولاد سيف النصر، ولم يدعنوا لحكمه، ولم يسلموا له النفوذ فوقعت بينه وبينهم مصادمات فاتفقوا أن يترك لهم الجفره ويكتفي هو بفزان، وكانت لخليفه علاقات وثيقة بعبدالنبي بلخير وتربطه به صلات صداقة، وكان يثق في خليفة ويطلعه على الكثير من أسراره ومنها أنه في حال احتلال بني وليد سيلجأ المجاهدون الى فزان لمواصله الجهاد واظهر خليفة الزاوي استعداده لذلك.
![]() |
| خليفة الزاوي وخيانته للمجاهدين |
استمر خليفة الزاوي حوالي 7 سنوات في فزان الى أن جاءت ساعة الحاجة إليه وتمكنت قوات الايطاليين من احتلال الجبل وورفله، واخد المجاهدون يلجأون الى الجفرة بعد احتلال مناطقهم ولكن في المدة الاخيره لاحظ عبدالنبي تصرفات مريبة من خليفة الزاوي نحو المجاهدين، لأنه وقف موقفاً جامداً عند احتلال قوات الايطاليين لمزده وبني وليد المجاورتين لإقليم فزان، وباتت الشكوك تحوم حول خليفة الزاوي وانه يجري اتصالات مع الايطاليين، والتي إن صحت ستكون ضربةً قويةً لخطوط المجاهدين لأنه لم يبق من مفر في لبيبا إلا الجنوب لاستمرار القتال.
قبل أن يتجه المجاهدون المنسحبون من بني وليد باتجاه الجفرة اراد عبدالنبي أن يختبر خليفة الزاوي فارس له قافلةً كبيرة من الإبل تقدر بحوالي 150 بعيراً ومعها بعض الرجال وأرسل معهم رسالة الي خليفة الزاوي يطلب فيها تزويد الرجال بما يحتاجونه من المؤن ولكن مع الأسف استولى خليفة على القافلة واعتقل كل من كان معها ومنع دخول أي نازح الى إقليم فزان وهكذا تبينت خيانة خليفة الزاوي وعمالته للطليان.
تجمع كل الناس الذين كانوا يرغبون في الانسحاب الى إقليم فزان من ورفله والزنتان وغيرهم من المجاهدين ووجدوا أنفسهم محاصرين بين فكي كماشة فالعدو الايطالي ورائهم وخليفة الزاوي أمامهم.
قــرر عبدالنبي التحول الى الجفرة والاجتماع بأولاد سيف النصر لتوحيد الجهود حول هدا الموقف، وبعد تبادل وجهات النظر واخد مشورة رؤساء القبائل استقر المجاهدون على ما يلي:
1- يقوم احمد سيف النصر على رأس قوة من المجاهدين من مختلف القبائل بالتصدي لقوات الايطاليين المتقدمة ومنعها من التقدم نحو الجنوب ويعسكر بقواته في وادي زمزم.
2- يقوم عبدالنبي على رأس قوة أخرى من المجاهدين من مختلف القبائل بالاتجاه نحو فزان لتطهيرها من العميل خليفة الزاوي
3- يبقى عبدالجليل سيف النصر بالجفره كمركزٍ لحماية الأسر التي اتخذت من الجفرة مركزا لها مند عام 1924.
اتجه عبدالنبي الى فزان، ودارت بينه وبين خليفة الزاوي معارك كبيرة ورغم العتاد الدي يملكه خليفة والدي كان مخزناً عنده ليستعمله المجاهدون عند الحاجة، إلا ان المجاهدين استطاعوا تطهير إقليم فزان من هدا العميل بعد حرب طويلة دامت اكتر من سنه، هرب بعدها خليفة الزاوي الى مرزق واعتصم داخل أسوارها 8 أشهر تم التحق عبدالجليل بعبدالنبي وحاصر معه خليفة الزاوي الى أن استسلم ، وقد عهدا به الى سالم ابن عبدالنبي واحمد السني ليبقى تحت كفالتهما بدلا من أن يعدم، ولكنه استطاع الفرار ليلتحق بصفوف العدو الايطالي في غريان حيت قدم نفسه لجراتسياني وعينه على راس قوة كبيرة من المرتزقة ليلاحق بهم صفوف المجاهدين.
يكتب لنا جراتسياني حول خليفة في كاتبه نحو فزان ص 290فيقول:
في سنه 1918 بعت خليفة الزاوي بصفته متصرفا لفزان مندوبا الى طرابلس ( احمد العياط) زعيم أولاد بوسيف ليسلم الى صاحب السعادة السنيور مركاتيللي بعض خطابات صرح فيها انه يظهر الولاء والطاعة والخضوع الى الحكومة الايطالية تم استمر على اتصال بالحكومة الايطالية عن طريق المراسلة بواسطة قيادات هدا الإقليم.
إلا انه نظرا لمعارضته في إمداد زعماء الثوار(المجاهدين) من جديد بالمؤن والأسلحة وقع في نزاع معهم ونجح في ضرب عبدالنبي أولا تم عبدالجليل سيف النصر على أن الحظ لم يبتسم له طويلا عندما جمع الزعيمان المذكوران آنفاً محلاتهما واصطدما معه في الزيتونة ونجحا في ضرب خليفة الذي ما كان منه وقد أصيب بالهزيمة إلا أن انسحب الى مرزق ،،الخ
ويقول الجنرال في نفس السياق وفي موضع آخر ص 291
حيت قدم نفسه الى سلطاتنا ومن تم وصل الى غريان واستقبل فيها باحترام بالغ وسرعان ما انخرط في صفوفنا.
أنه رجل يتحلى بالإخلاص والشجاعة النادرة، ويتمتع بشخصية قوية وله تأثير كبير على جنوده وبوجه عام على كل العرب في فزان ومنطقة القبائل كما أدى خدمات جليلة بصفته قائدا للقوات المسلحة.
وهكذا كان خليفة الزاوي سلماً مريحا للايطاليين وشوكةً في ظهر كل المجاهدين ويظهر في الصورة التى جمعت بقية العملاء لاستقبال موسوليني عند زيارته لطرابلس ، ولكن وبرغم ما فعله خليفة الزاوي من خيانة للمجاهدين في الجنوب وإهدار مؤنهم و التسبب في صراع زاد في استهلاك ذخائرهم إلا أن احتلال الجنوب لم يكن امراً سهلا، فقد تكبدوا خلاله خسائر فادحة والذي يقودنا للقول انه لولا خيانة خليفة وأمثاله لما كان بمقدور الايطاليين احتلال الجنوب، وقد عاد خليفة الى الجنوب على رأس فرقة ايطالية واستولى على منزل عبدالجليل سيف النصر ويقال بأنه مزق حلى النساء من رقابهن بالرغم من أن عبدالجليل هو أول من عارض قتله عند استسلامه فعاد خليفة ليرد له الفضل ولكن على طريقة العملاء.
![]() |
يظهر في الصورة في الوسط محمود المنتصر رافعاً يده محيياً الدوتشي وعن يمينه يوسف خربيشة وعن يساره خليفة الزاوي.
|
مرور الطاهر الزاوي مرور الكرام بخيانة خليفة الزاوي أمر يدعوا للاستغراب فعلاً، لنجد الكاتب يوفر وقته للنيل من رموز الجهاد والتي تسبب خليفة الزاوي في قتلهم وأسرهم، ولكن التاريخ لا يمكن تغييره حتى وإن حاول الكثيرون تشويهه، فالتاريخ لن ينسى خيانة خليفه الزاوي لوطنه ولأهله مهما حاول الآخرون غض الطرف عن خيانته أو حتى محاولة تشويه تاريخ الآخرين لتلميع صورته.
تبعونا عبر صفحتنا على الفيس بك


__________________________

