قال النّاشط الجمعوي محمّد رضا الطّاوجني على صدر حائطه الفَايْسبُوكيّ إنّ الجزائري أنور مالك، وهو الضابط السابق والكاتب الحالي، قد طالب القطريّين بـ 500 ألف يورو، حصل منها على 100 ألف كدفعة أولى، لقاء تصريحاته الإعلاميّة الأخيرة التي أدلى بها مناوئة للنظام السّوري.
وجاء ما عمَّمه الطّاوجني بعد أيّام قلائل من حديث أنور مالك، قبل تخليه عن مهمة المراقبة ضمن وفد مبعوثي جامعة الدول العربية لسوريا، عن وقوفه على جرائم ضدّ الإنسانيّة قام بها النظام السوري. وكذا خروج رئيس ذات البعثة لتكذيب مالك وفضح “عدم أدائه لمهامّه من الأصل” واكتفائه بـ “المكوث وسط فندق الإقامة”.
ردّ الطاوجني مصدر المعطى إلى “مصدر قطريّ موثوق”.. هذا قبل أن يسترسل ذات الناشط المغربي، دون تكذيب لجوهر تصريحات مالك، ليعلن “مساومة أنور مَالك لجهازي المخابرات الفرنسي والأمريكي حتّى يتلقّى أموالا مقابل استمراره في الحملة ضدّ النظّام السّوري”، وكذا “لعب مالك لورقة استهدافه من طرف المخابرات السّوريّة لنيل امتيازات بباريس”.
محمّد رضا الطّاوجني أشارإلى معرفته الجيّدة بأنور مالك وأساليبه، وزاد ذات الناشط ، وهو الذي اشتغل طويلا على ملف نزاع المغرب والبوليساريو بخصوص الصحراء، أنّه تعرض لابتزاز من طرف نفس الجزائريّ للجدل.. “سبق وأن نشرت مطالبتي من طرف أنور مالك بأموال نظيرا لوثائق يزعم بأنها هامّة وتحصل عليها من مخابراتيّين ببلده.. كما حاول مرارا الوصول للتعامل مع لاَدْجِيدْ بهدف الظفر بعمولات”.
من جهة أخرى يواصل أنور مالك تواصله بشأن جرائم النظام السوري في حق شعبه، أساساً عبر موقعه الإلكتروني الشخصيّ، وذلك بنشر مضامين كتابات مشيدة بإطلالته عبر قناة “الجزيرة” القطريّة.. كما تحدّى مالك تكذيبه من لدن رئيس بعثة المراقبين العرب إلى سوريا لينشر صورة توثّق معينته لجثّة.. باثّا بذلك تكذيبا مضادّا للمعطيات المثارة بشأن “عدم أدائه مهمّته بشكل ميدانيّ”.
وكان الدابي رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية في دمشق أكد أن ما صرح به المراقب أنور مالك عبر إحدى القنوات الفضائية لا يمت للحقيقة بصلة.
وقال رئيس بعثة مراقبي الجامعة في تصريح صحفي إن مالك منذ أن تم توزيعه ضمن فريق حمص لم يغادر الفندق طيلة ستة أيام ولم يشارك أعضاء الفريق النزول إلى الميدان متعللاً بمرضه الذي يحول دون مرافقة الفريق في جولاته داخل حمص.
وأضاف الدابي ان مالك وقبل مغادرته دمشق بيوم طلب السماح له بالسفر للعلاج في باريس وتمت الموافقة له لكنه غادر قبل اتخاذ الإجراءات التي تستلزم سفره ومن دون أن يسلم العهدة التي تسلمها لمشاركته في المهمة في حمص ولم ينتظر استخراج تذكرة للسفر وسافر على حسابه الخاص.
وأوضح رئيس بعثة مراقبي الجامعة أن مالك حنث بالقسم الذي أداه إلى جانب أن ما صرح به إنما يقع على مسؤوليته الشخصية وهو ما يؤكده أعضاء الفريق الذي ذهب إلى حمص.
وجدد الفريق الدابي دعوته وسائل الإعلام إلى تحري الدقة فيما تنشر وأن تلتزم برسالتها في المنهجية والموضوعية.
وزعم مالك في حوار مع “الجزيرة نت” أن النظام في سورية يستغل بعثة المراقبين للحفاظ على وجوده، وقال إنه قرر الانسحاب من البعثة بعد أن “تأكد من أنه أصبح يخدم النظام ولا ينتمي لهيئة مستقلة تراقب الأوضاع”.
من جانبه أكد السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية في تصريحات له رداً على سؤال عن رؤية الجامعة العربية لإعلان أحد مراقبي البعثة انسحابه من فرق المراقبة في سورية: “إن الناطق الرسمي الوحيد باسم فريق المراقبين هو الفريق الدابي أما ما يتعلق باسم شخص من المراقبين جاء في إطار منظمة حقوقية تعنى بحقوق الإنسان من أوروبا وكلامه في الإعلام، لا نريد أن نتوقف عنده أو التعليق عليه وما يصدر عن رئيس البعثة الفريق الدابي هو الذي يعتد به ويؤخذ في الاعتبار، أما ما دونه سواء كان من يزايد أو ينافق فهذا لا يعبر عن الجامعة العربية أو بعثتها أو أي شيء أخر”.

__________________________

